الثلاثاء، 12 يونيو 2012

سلسلة قصصية .."1"


نحن ذاهبان الآن زهرة، لا تنسي التأكد من إقفال الأبواب والإنارة الخارجية آخر المساء ..
زهرة: وداعا، رحلة مأمونة بإذن الله.
وبعد فترة ليست بطويلة دُق باب المنزل الرئيسي ، زهرة تمشي سريعا لتفتح للزائر القادم، أو بالإحرى الزائره القادمه حيث تعلم هي أنها رفيقتها المقربة وابنة عمها في نفس الوقت.
زهرة وهي تفتح الباب : أهلا يا سمر، ادخلي بسرعة لدينا عمل كثير لنقوم به.
سمر: رويدا رويدا، لقد جئت لتوي فقط، ألا يستطيع العمل الإنتظار ؟
زهرة: إن عاملته كإنسان كعادتك سيغظب ويثور كالعادة أيضا لتأجيلك المستمر له.
سمر: حسنا عندما تتناولين إقتراحي الصغير بهذه الطريقة ... لننطلق إلى هذا العمل قبل أن يثور.
زهرة: ههه، يستحسن أن نفعل ذلك.
دخلت الفتيات للمنزل لغرفةزهرة.
سمر: عجبا، أهذه غرفتك؟ إنها تبدو تماما كغرفتك في منزل والديك .
زهرة بإبتسامة : أعلم، أردت أن أقوم ببعض التعديلات هنا وهناك، لأنتج تؤام غرفتي الأصلية.
سمر: وماذا عن جدي، ألم يمانع أن تتحول إحدى غرف الضيوف في "قصره" إلى عملك الفني هذا؟
زهرة: لم يمانع، دعينا من هذا الآن نحن هنا لننجز بحثنا المشترك في الأحياء، لما لا تبحثي أنت عن الموضوع على حاسوبي في الإنترنت ،وأنا سأرى إن كان هناك مكتبة في مكان ما هنا.
سمر: حسنا، لكن لا تتأخري لا أحب المكوث لوحدي هنا.
خرجت زهرة من غرفتها وبدأت تجول في أروقة بيت جدها، وجدت طريقها إلى المطبخ، صالة الطعام،عدة مجالس ، حوض السباحة الداخلي، عدة صالات أخرى تعددت إستعمالاتها ولم تفقه هي الغرض من جميعها ... واستمر البحث حتى وصلت إلى مكتب جدها، فتسآئلت عما يكون هناك ؟ وبطبيعة حالها دخلت لتنهي تسآؤلتها. في الحقيقة لم يكن هناك أي شيء غريب عن العادة، هناك طاولة المكتب عليها بعض المستندات التي تخص عمل جدها وصورة لجدتها المتوفاة ، على جوار المكتب تقع مكتبة صغيرة للكتب تبدو جميعها من النوع المكتبي العملي العتيق الذي لا يستحوذ اهتمام زهره فيما يخص مشروع الأحياء أو غيره ، لم تصدق زهرة أن هذا "القصر" العظيم لجدها لم يكن به إلا هذه الكتب التي بدا أنها وضعت للزينة لا أكثر، لم تصدق أن جدها بطبعه الرزين وشخصه المثقف في الأدب والأدباء والتاريخ بنى هذا البناء بأكمله بدون أن يجعل منه قسما صغيرا يستجمم فيه فكريا. لا بد أن يكون محل الإستجمام الخاص بجدها قريبا من هنا ... في مكان ما ، هكذا خطر على الفتاة التي تتوق لرؤية المكان. وفيما كانت هي مستغرقة في التفكير ارتطمت يدها وهي تخطو نحو الجدار بشيئ معدني مدبب بدا لها كمقبض من نوع ما وفيما هي تتحسسه بدا لها أيضا بأنها تستطيع إدارته ولاحظت وجود قفل بالأسفل منه ... "مفتاح، أحتاج مفتاحه لفتحه" قالت زهرة لنفسها، ثم فكرت قليلا أين ستجد هذا المفتاح فكانت طاولة المكتب أول مكان قفز إلى ذهنها وحقا كان يوجد مفتاح في الدرج الثاني لمكتب جدها، أخذته وهي تدعو أن يكون مفتاح الصبر فرج بفتح الباب ...ولفرحتها فُتح الباب -الذي بدا من أول نظرة كجزء من الجدار مطليٌ بنفس لونه- ودخلت زهرة إلى فراغ مظلم لاحظت بعدها وجود سلم يتجه للأسفل فنزلت حتى وصلت إلى قاعة واسعه مفروشة بالسجاد وعلى أطرافها وضعت جلسات عربية أنيقة متناثرة بألوان مختلفة في أرجاء القاعة وتقع على الجدران رفوف خشبية رُصت عليها كتب مختلفة رصاً "مستجمنا الفكري ...ها أنا آتية" فكرت زهرة وهي تتجول في تلك القاعة الشاسعة ، لاحظت وجود رفوف على كل جدران القاعة نُقش في كل رف تاريخ محدد ، أخذت زهره تقرأ التواريخ المنقوشة التي تراها بإستغراب " 1965 ، 1966،...1973 ، 1981 ، ... ما هذا يا ترى ؟!" تذكرت زهرة فجأه بأنها تركت رفيقتها لوحدها في غرفتها منذ مدة وأسرعت بالخروج