في غرفتها، زهرة أعلنت لصديقتها عن عدم وجود أية كتب تخص
بحثهم الأحيائي، الذي يبدو الآن مقيتا العمل فيه. زهرة تريد أن تصرف وقتها في
مطالعة الكتب المرصوفة في مكتبة جدها السرية.
زهرة: سمر، ألم تجدي شيئا على الإنترنت عن...
سمر: آثر النواقل العصبية على السلوك الواعي لدى
الإنسان.
زهرة: آه نعم، ما قلته.
سمر: وجدت ما نعلمه مسبقا من حصة الأحياء. بالكاد وجدت
أية معلومات جديدة تفيدنا. هاك أنظري
أخذت زهرة مكانا بجانب سمر لترى حصيلة بحثهما حتى الآن.
أدركت بعد قراءته أن هذا المشروع سيستنفد كل قواهما البحثيه. بعد تنهيدة طويلة قالت زهرة: ألم تجد أي موضوعا
آخر لتسنده إلينا. لا أصدق أنها تتوقع منا أن نجد شيئا ذا قيمة مضافه من خلال
البحث عنه في الإنترنت...
ثم تمتمت: حقا تثير أعصابي أحيانا بروفيسورة حنان.
سمر: ومتى كانت تسند إلينا البحث عن شيء مألوف، هي
والغير مألوف وجهان لنفس العملة.
زهرة: صدقتي صديقتي،صدقتي. ثم بعد لحظات من التفكير
أكملت: ولكن ماذا لو بحثنا في المكتبة السرية..
سمر: المكتبة الماذا؟
زهرة: لا عليك، فقط اتبعيني. نهضت زهرة بسرعة وشقت
طريقها إلى الخارج مشيرة إلى سمر بإتباعها.
................................................
قبل أن ينزلا الدرج قالت سمر، وهي في وضع من التردد
الظاهر: ربما ليس من الآمن أن ندخل منطقة محصنة كهذه.
زهرة: سمر إنها مكتبة في بيت جدي، لا منطقة ألغام في
الحرب.
سمربامتعاض: آخ، كما شئتي ولكن إن اكتشف جدي أننا هنا،
فسوف ألقي اللوم كليا عليك.
زهرة: حسنا، لنذهب الآن.
بعد لحظات، كانت سمر فيها في فقاعة من الدهشة والإنبهار.
حمحمت زهرة قليلا: سمر، نحن هنا في مهمة، لما لا تبدأي انتي في البحث من بداية
الرفوف في آخر أطراف المكتبة من النهاية وأنا في النهاية الأخرى؟
قطبت سمر جبينها: لماذا يجب أن تصدر الأوامر منك أنت
دوما؟
زهرة ردت بعد غمضة من عينيها : إن كان الأمر سيجعلك
تهبين راحلة كما قلت لك...يمكنك أن تأمريني كما تشاءين المرة القادمة.
سمر بدا أنها وضعت ذلك في الحسبان للمرة القادمة: حسنا
لنبدأ.
وهكذا بعد ساعتان على الأقل، رجعت الفتاتان بعدد من
الكتب لها علاقة بموضوع بحث الأحياء.
زهرة: أكره أنه علينا قراءة معظم محتوى هذه الكتب قبل أن
نستخلص منها شيئا.
سمر وهي تقسم الكتب بينها وزهرة: صحيح، لكن لماذا لا
نؤجل القراءة للغد. أريد أن ألقي نظرة على باقي المكتبة.
زهرة تقلب الإقتراح في ذهنها، لو كان التأجيل لسبب آخر
فغالبا ما كانت سترفض وتصر على ان يكملا العمل مباشرة، لكنها هي أيضا تريد رؤية ما
تخبأه هذه المكتبة السرية: حسنا، ولكن غدا يجب أن نباشر في كتابة المسودة الأولى.
سمر بشيء من الحماسة المفرطه: هههها نعم نعم.
ثم أخذت بالمشي بين الأروقة هنا وهناك. زهرة فعلت نفس
الشيء بعدها.
أخذت زهرة تطالع الكتب عشواءيا بين الرفوف. هي لا تخدع
نفسها عندما تعترف بأن معظم الكتب هنا غريبة بالنسبة لها. ربما تشترك معظمها في
خاصية وحيدة: جميعها قديمة.
بعد عدد من المطالعات السؤيعة استقرت يداها على كتاب استرعى
مظهره الرث انتباهها. بدأت في تقليب صفحاته، حينها سقط شيء منه في الأرض. أوراق،
أدركت بعد أن التقطتها من الأرض، لكنها ليست من الكتاب، تبدو كرسائل من نوع ما، أو
مذكرات قديمة. يبدو أنها خطت قديما.
فجأة عادت سمر إليها من الخلف لتقطع حبل تفكيرها المشدود:
ماذااا تفعلين؟
زهرة وقد انتبهت لوجود رفيقتها: ها؟ لا شيء لنذهب من هنا
الآن.
سمر: أوافق، لقد تعبت قليلا.
............................................
في المطبخ، زهرة قدمت لسمر كوبا من الشاي وبعض الكعك، ثم
استقرت هي في مقعد مقابل لها في طاولة الطعام، لتحتسي كوبها من الشاي أيضا.
بعد رشفة، زهرة: لماذا تعتقدي أنها سرية، المكتبة أقصد؟
سممر: ربما ليست كذلك، ربما يتراءى لنا ذلك وجدي لم
يعتقد بأهمية إخبارنا عن وجودها.
زهرة: ولكن...لماذا يكون المدخل الوحيد إليها مخفيا كما
رأيناه إن كان الأمر كذلك؟
سمر: ربما لم يرد جدي أن يتطفل إلى هناك الغرباء أو أية
ضيوف مزعجين.
"أو نحن" أضافت زهرة.
سمر فقط هزت رأسها: لا أدري.
............................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق